كبار المواطنين في الإمارات (منبع الحكمة والعطاء)

يقاس تحضر المجتمعات ورقيها بأمور كثيرة لعلّ من أهمها احترامها لكبار السن؛ وذلك لاعتبارات كثيرة منها دينية ومنها إنسانيّة وأخرى اجتماعية وغير ذلك…ولكن في المجمل فإنّ المجتمع الذي يعلي من شأن هذه الفئة هو مجتمع أدرك جانباً كبيراً من الوفاء، والشعور بالمسؤولية تجاه أناس قام المجتمع على كواهلهم، ورسمت معالمه بأيديهم، فأدوا واجبهم تجاه مجتمعهم، وبلدهم، ثم سلّموا راية البناء والتنمية لجيل الشباب ليتابع مسيرة التطوير والازدهار، مستنيراً بمشعل الأجداد، مقتدياً بهم، مضيفاً ما يتناسب مع أسس التقدم والحداثة.

ففي كل زمن ومكان تكمن قيمة الحكمة والتجربة الممتدة في سنوات كثيرة، ومن هنا تبرز فئة (كبار المواطنين) في الإمارات ركناً شديداً ومنارة للأجيال الناشئة بكل فخر واعتزاز، فهم أشخاص يتمتعون بالحكمة العميقة والروح الطيبة، وهم دائماً مصدر للإلهام لجيل الشباب؛ فهم الذين يتمتعون بالكثير من الميزات العظيمة التي تجعلهم حجر الزاوية في بناء المجتمع والمحافظة على قيمه وتقاليده. 

ومن هنا حظي كبار المواطنين في الإمارات العربية المتحدة باهتمام كبير ولافت من قيادتنا الرشيدة التي وضعت نصب عينيها راحتهم وسعادتهم بعد أن أدوا ما عليهم تجاه وطنهم.

فقد وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي بتغيير مصطلح «كبار السن» إلى «كبار المواطنين»  فقال سموه: «كبار المواطنين هم كبار في الخبرة وكبار في العطاء، ولا يمكن تحقيق التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي إلا بضمان الحياة الكريمة لهم».

والحقيقة أنّ هذه التسمية بدايةً تشير إلى عظيم قدر هذه الفئة في بلدنا الحبيب الإمارات، فلا تسمية إلا وتحمل دلالات كثيرة في طياتها فلفظ:(كبار) يحمل الكثير من الاحترام، والإكبار لهم، والإقرار بدورهم في بناء الوطن.

 وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أيضاً مؤكداً أثر كبار المواطنين في المجتمع، وضرورة الإفادة من تجاربهم: «كبارنا هم الشباب الذين عطاؤهم لا ينضب، وأحث أبناء الإمارات على أن ينهلوا من تجاربهم وخبراتهم، وأن ينتهجوا ثقافة العطاء والتفاني والإخلاص».

وفي إطار المبادرات والتشريعات التي استهدفت تأمين حياة كريمة لكبار المواطنين تأتي بطاقة “إسعاد” التي أصدرتها إمارة دبي مستهدفة كبار المواطنين، والمتقاعدين وأصحاب الهمم ومحدودي الدخل وهي ليست إلّا غيضاً من فيض العطاء الذي غمرت به الدولة هذه الفئات التي نفخر بها، وذلك ضمن الجهود التي تبذلها حكومة دبي  للارتقاء بجودة الحياة وتعزيز مستوى المعيشة والرفاه لدى المواطنين في الإمارة.

إنّ هذا التوجّه يعكس رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لتقديم الدعم الأكمل لتحسين حياة المواطنين، من خلال توفير حياة جيدة، وسعيدة لجميع أفراد المجتمع، عن طريق البرامج والمبادرات التي تعزز السعادة.

وتأتي هذه المبادرة ضمن مجموعة شاملة من المبادرات الهادفة إلى توفير أفضل نمط حياة لكلّ من يحيا على هذه الأرض الطيبة، ومن تلك المبادرات (بطاقة ذخر) لرعاية وتكريم كبار المواطنين من مواطني إمارة دبي ممن تجاوزوا الستين عاماً من العمر، والتي تتضمن توفير حزمة واسعة من الخدمات والتسهيلات والخصومات تقديراً لدورهم الفاعل في بناء مجتمعنا ونهضتنا وسيراً على نهج قيمنا وتقاليدنا الإماراتية الأصيلة.

وختاماً: فإنّ المستقبل المشرق إنّما هو امتداد للماضي العريق، و(كبار المواطنين) في بلدنا الإمارات هم جزء رئيس من تاريخ أمتنا الذي نفخر به، ونعتزّ بقيادتنا التي أولتهم اهتماماً خاصاً، وعلينا جميعاً أن نفخر بهم، ونقدّم لهم كلّ ما يسهم في إسعادهم وتأمين الحياة الفضلى لهم.

مشاركة هذا المقال على :

يمكنك الإطلاع أيضاً: