التطوع.. روح الحياة

التطوّع عمل إنسانيّ نبيل، يصدر عن نفس مشبعة بالإنسانية، والعطاء، والمحبة، ويعبّر عن حسّ إنسانيّ راقٍ أولاً، ووطنيّ سامٍ ثانيًا.

والحقيقة أنّ المتطوّع في أيّ عمل إنسانيّ يشعرُ بلذة لا تدانيها لذّة عندما يقدّم المساعدة للمحتاجين، ناهيك عن الأجر العظيم الذي يناله من الله جلّ وعلا.

ومن هنا كان التطوّع أحد أبرز الأعمال الإنسانيّة التي تسعى حكومة الإمارات بمختلف مستوياتها إلى ترسيخه؛ وذلك لما يحمله من خيرٍ يناله المتطوّع ويعمُّ المجتمع كلّه.

وقد قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات حفظه الله عبر حسابه على (تويتر):

“في یوم التطوع العالمي، نعبّر عن تقدیرنا للمتطوعین في الإمارات وكل أنحاء العالم الذین یجسدون معاني التضحية والبذل والعطاء من أجل مجتمعاتهم والبشریة… العمل التطوعي یعد الصورة الحقیقیة لتقدم المجتمعات ورقیھا”.

وتجسيداً لهذه الرؤية تأتي المبادرات والعمليات الإغاثية التي تنفذها الإمارات في بلدان منكوبة عدة، لتؤكد رؤيتها في التطوع وأهميته.

والمجتمع الذي تنتشر فيه ثقافة التطوّع هو مجتمعٌ حيٌّ، متشبّع بالقيم النبيلة، قيم المحبّة والإيثار، والتآخي، وإغاثة الملهوف…هذه القيم الأصيلة في تراثنا العربي، والتي وجدت أرضاً خصبة في وطننا الإمارات فنمت وازدهرت حين شجّع عليها حكامنا، حيث أولى الشيخ المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، العمل التطوعي والعطاء الإنساني اهتماماً كبيراً، حتى أصبح سمة تميز المجتمع الإماراتي، فأصبحت الإمارات العربية المتحدة مشعل هداية للإنسانية شمل عطاؤها مختلف دول العالم، فقال مبيناً أهمية العمل الإنساني والتعاون بين الناس:

“إن التعاون بين البشر يؤدي إلى التراحم الذي حث عليه الخالق سبحانه تعالى، فالإنسان يجب أن يكون رحيماً على أخيه الإنسان وعلى الحيوان وعلى النبات فالله عز وجل يرحم من يرحم”.

إنّ مثل هذه النظرة الإنسانية الخالصة لدى الشيخ زايد (طيّب الله ثراه) إن دلّت على شيء فإنّما تدلّ على نفس طيبةٍ، تحبّ الخير، وتسعى إليه، ليس لأبناء الوطن فحسب بل للإنسانية جمعاء، وهذا ما نجده متجسداً في أفعاله، وأقواله (رحمه الله)، وفي ذلك يقول:

“الغني يجب أن يساعد الفقير، والله العليّ القدير منحنا هذه الثروة لتطوير بلادنا، وفي الوقت نفسه للمساهمة في تطوير الدول الأخرى”.

وبعد وفاته، بقيت أعمال الخير التي أسسها مشاعل نور وعطاء وصل أثرها إلى أرجاء المعمورة شرقاً وغرباً، و(مؤسسة زايد إلى العالم) ظلت شاهداً على ذلك القائد النبيل (رحمه الله).

ومن الحملات الخيرية الرائدة ذات الفكرة الإنسانية المميزة حملة “وقف الأم” لتكريم الأمهات بإنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم لدعم التعليم حول العالم، والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، جرياً على عادة سموه بإطلاق مبادرات خيرية وإنسانية بالتزامن مع شهر رمضان الكريم.

وتنشط في مجال العمل التطوعيّ مؤسسات، ومنظمات إماراتيّة رائدة، من أبرزها: مؤسسة الهلال الأحمر الإماراتي، وهي مؤسسة خيرية تطوعية تم إنشاؤها عام 1983م، ومعترف بها رسمياً كعضو في الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر.

ومن أبرز أهداف مؤسسة الهلال الأحمر الإماراتي دعمُ مجالات العمل الخيري، ونشر ثقافة التطوع، والتطلع الى التطوير باستمرار لتحقيق أفضل خدمة، بالإضافة إلى السعي الدائم والحثيث إلى تطوير الكفاءات بالهيئة لتيسير عجلة الأعمال الخيرية، وتنمية وتعزيز موارد المؤسسة.

أمّا الأعمال والمشروعات الخيرية التي تقدمها فهي كثيرة، منها: كفالة الأيتام، وتقديم مساعدات إغاثية، وتنفيذ مشروعات محلية، ودولية إنسانية كثيرة منها: الفارس الشهم، وطيور الخير وغيرهما، كما تقوم بإدارة  للتطوع وشؤون المتطوعين، وغيرها الكثير من المشاريع التطوعية.

وكذلك مؤسسة دبي العطاء، وهي هيئة خيرية أسّسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله عام 2007م، وتعمل المؤسسة على دعم حق التعليم للمحرومين من الأطفال على المستوى الدولي والمحلي، وتنظم مجموعةً من الفعاليات والمبادرات الخيرية سعيًا منها لتحقيق أهدافها بإحداث تغيير إيجابي في حياة الأطفال بالمجتمعات.

وفي إطار رؤية حكّام دولة الإمارات التي تسعى إلى تشجيع العمل التطوعي والخيري، تم تخصيص جوائز للتميز في العمل التطوعي على مستوى الدولة، ومن أبرز هذه الجوائز:

جائزة وسام الإمارات للتطوع والعمل الإنساني: وهي جائزة تمنحها حكومة الإمارات للتميز والابتكار في العمل الخيري التطوعي بمؤتمر الإمارات للتطوع الذي يتم عقده بشكل دوري كل عام.

جائزة الشارقة للعمل التطوعي: وهي جائزة أصدرها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم إمارة الشارقة، وتهدف هذه الجائزة إلى تعزيز روح الإخاء بين الناس كما أمرنا الإسلام، وجذب أنظار الشباب نحو ميدان العمل التطوعي، وتمكين الأخلاق السامية، وتقدير وتكريم الشخصيات أو المؤسسات التي أولت اهتماماتها للعمل التطوعي الإنساني.

وفي الختام: فإنّ العمل التطوعي رمزٌ للإنسانية الحقيقية، وتعبيرٌ عن الفطرة السليمة التي أودعها الله في قلوب عباده المخلصين، وبذرة طيبة من بذور الإيمان، وعلينا جميعاً أن ننمّي هذه البذرة ونسقيها بماء المحبة والإيثار حتى تثمر، وتؤتي أكلها طيباً مباركاً، ويعمّ خيرها أرجاء وطننا بل أرجاء الكون، ونسأل الله أن يحفظ بلادنا وقيادتها وأهلها، وأن يسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة.

2021 fake technomarine replica watches at pam000297 are best swiss replica hublot watch google shopping buy best online site for replica watches for ladies chopard fake replica watches pakistan in greenhills chronograph swiss fake breitling watch gerald genta comparison of best ashford watches fake at laferrari erepsupport replica watches that big bang cappuccino reddit replica watches movement car for sale on ebay

مشاركة هذا المقال على :

يمكنك الإطلاع أيضاً: